الخميس، 20 يناير 2011

ضابط سابق ينصح بمظاهرات الحوارى يوم 25 يناير



دعا نشطاء على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" إلى مظاهرة كبرى في 25 يناير الجاري أمام مقر وزارة الداخلية بالقاهرة، تحت شعار "فعلتها تونس 15 يناير وسنفعلها في مصر يوم 25 يناير"، الذي يوافق عيد الشرطة احتجاجا على ممارسات التعذيب التي أدت إلى وفاة العشرات طوال السنوات الماضية.
وانطلقت الدعوة- التي تستلهم التجربة التونسية التي أجبرت للرئيس زين العابدين بن علي على التخلي عن السلطة- من على صفحة "كلنا خالد سعيد الشبابية"، وقد جذبت حتى الآن أكثر من 23 ألف من الشباب حتى الآن، بينما وصلت إلى 44 ألفا آخرين لم يحددوا بعد المشاركة من عدمه.
ووجه العقيد عمر عفيفي الضابط المصري السابق مؤلف كتاب كتاب "عشان ما تنضربش على قفاك"، والهارب حاليا بالولايات المتحدة رسالة إلى  كافة القوى الوطنية التي تنوى المشاركة فى مظاهرات 25 يناير إلى تطبيق ما اسماه مظاهرات الحواري، وتطوير التظاهر السلمي.
وقال إن المظاهرة المقررة أمام وزارة الداخلية ستكون أول يوم لنجاح شباب القوى الوطنية في التلاحم مع الشعب المصري من أجل أحداث التغيير المنشود، وأرجع ذلك إلى أن ميدان التحرير والمناطق المفتوحة هي الأماكن المثلي لحصار المتظاهرين والسيطرة عليهم وضربهم.
وأضاف "التظاهر بالمناطق الشعبية المكتظة ستكسب المظاهرة مصادر وشباب جدد من المطحونين الذين ضاقت بهم سبل الحياة من تجاهل النظام لهم ولحياتهم وأهمها العمل ولقمة العيش" .
وأشار إلى "صعوبة السيطرة علي المتظاهرين في المناطق الضيقة والحواري والشوارع الفرعية، خوفا من قيادات الشرطة على المجندين، علاوة على عدم قدرة دخول سيارات الأمن المركزي لتلك المناطق لضيقها وخوف الشرطة من دخولها من الأساس لمعرفتهم بطبيعة الشباب هناك وأن دمهم حامي ومبيخافوش منهم"، على حد وصفه.
وأكد "إمكانية الاختباء في المنازل في حال تصدي الأمن للمظاهرة والانتشار من الحواري الفرعية فليس لدي الشرطة القوات الكافية لمحاصرة منطقة بكاملها، علاوة علي أن تكون المظاهرة خفيفة الحركة ومتحركة وبسرعة وترك الوقفات أو الارتكاز في مكان واحد، لأن أهم أهداف المظاهرة رؤيتها ووصولها لأكبر عدد ممكن".
وأشار إلى إمكانية زيادة عدد المشاركين في المظاهرة في وقت قليل حتى لو كان الحضور لمجرد الفرجة في المراحل الأولى.
وقال إن "مظاهرات الحواري تجعل الأمن يفكر مليون مرة في التعامل أو الضرب خشية تدخل شباب ونساء وأطفال المناطق الشعبية، وهم الأقوى عددا ولديهم الوسائل البدائية للتدخل، كما أن مظاهرات الحواري من وجهة نظره تربطها باهتمامات الناس واحتياجاتهم الأساسية ومعاناتهم وختم نصائحه بالقول إن "الإعلام يبحث دوما عن الحدث أينما كان ويمكنكم تصوير المظاهرات وإرسالها لهم لتغطيتها ونشرها علي اليوتيوب". وحذر من "البلطجيه المأجورين لأن الأمن يستعين حاليا بخريجي السجون والمسجلين خطر نفس للتعدي على الشباب المتظاهر مقابل ترك الأمر لهم للبلطجة والاتجار بالمخدرات وغض البصر عن نشاطهم الإجرامي".

".

الثلاثاء، 21 ديسمبر 2010

قبل ان نقتل النواب

بقلم: ميادة مدحت

الأغبياء والذين لم يقرؤوا التاريخ يقولون أن الشعب المصرى لم يخلق للثورة . هؤلاء لم يعلموا أن هذا الشعب حارب الإمبراطور قسطنطين والامبراطورية الرومانية فى أيام جبروتها متسترا على الأنبا أقناسيوس لمدة عشرين عاما من ولايته قضاها فى المنفى وكنوا أثناءها يقتلون كل بطريرك جديد ترسله الإمبراطورية رغما عن أنفهم ويمثلون بجثثهم فى طرقات الإسكندرية وخلال هذه الأعوام لم تحدث خيانة واحدة ولم يلن عزم المصريين.

وبعد ذلك بعدة قرون جاءت الحملة الفرنسية إلى مصر عام 1798لتكشف جبن العثمانيين وفلول المماليك ورحلت ليرحل معها انتماء المصريين لمن أبقوهم فى الظلمات طويلا وتطور الأمر إلى الحد الذى كان فيه الحرافيش –بدعم من الأشراف- يتجمهرون فى انتظار الوالى الجديد الذى يرسله الباب العالى إلى مصر فيقتلونه ويمثلون بجثته قبل أن يصل إلى القلعة وظلوا يقتلون أى والى ترسله الولاية العثمانية حتى وقع اختيارهم على محمد على وسلموه السلطة ..

ومازلت أسمع من البعض النظرية العقيمة عن أن المصريين لا يثورون إلا على الحاكم الأجنبى أو المحتلين وأن التاريخ لم يذكر واقعة ثار فيها المصريون على الفرعون .. فاقدى الذاكرة هؤلاء نسوا حادث المنصة وهو ليس ببعيد حيث لم يكتفى المصريون الثورة على الفرعون عام 1977 ولكنهم أيضا قتلوه فى 1981 ..

 الشعب المصرى صبور ولكنه إن نفد صبره يقتل ويثور .. صحيح أنه قد يتحمل الظلم والجوع ولكنه لا يتحمل تزوير إرادته فأبشع جريمة يرتكبها نظام هو أن يزور إرادة الشعب الذى يحكمه وأن يعتقد ذلك النظام الغبى أنه أذكى من شعب عمر حضارته سبعة آلاف من السنين ، كان هذا هو تداعى الأفكار الذى تولد داخلى وأنا أرى وأسمع وأقرأ عن تزييف إرادة الأمة المصرية وفرض نواب زور يتحدثون باسمها بما لا يرضيها ولا يعبر عن مصالح أبنائها .. وقد تخيلت حال مصر لو أن كل دائرة قتلت نائبها المزور .. إن ثورة الغضب فى البرلس التى قطع أبناءها الطريق الدولى وبيلا التى أشعلت النيران فى إحدى اللجان أثناء تسويد البطاقات لصالح مرشح الوطنى أقول أن تلك الثورة قد تمتد من كفر الشيخ إلى مصر كلها والثورة فيروس سياسى معد أرجو أن نعالجه بمضادات التزوير وبترياق الديمقراطية والحكمة قبل أن يبطش بالجميع.

·        المصادر:
- خريف الغضب. محمد حسنين هيكل. دار الشروق
- اللاهوت العربى : يوسف زيدان. دار الشروق
- محاضرة للأستاذ الدكتور/ محمد صابر عرب ألقاها فى دار الكتب المصرية العام الماضى




الجمعة، 3 ديسمبر 2010

بيان رقم 1 - من أجل تحرير مصر من استبداد مبارك

مرت بلادنا العظيمة مصر بمرحلة خطيرة طوال ثلاثون عاما بسبب سياسات نظام مبارك الذى انحاز لحفنة ضئيلة من رجال الأعمال على حساب الأغلبية الفقيرة من الشعب، حتى وصل الأمر الى ان أكثر من نصف هذا الشعب العظيم أصبح تحت خط الفقر، وأغلبية النصف الأخر تقف على خط الفقر، فيما يستمتع حفنة بسيطة من رجال الأعمال على رأسهم أحمد عز، ومحمد أبو العنين، وجمال وعلاء مبارك، وهشام طلعت مصطفى، بثروات هذا الشعب بل أن نظام مبارك الأستبدادى لم يكتفى فقط بأفقار شعبنا العظيم بل وصلت الوقاحة الى تزوير الأنتخابات طوال ثلاثون عاما لتنتهى المسرحية الهزلية بأنتخابات مجلس الشعب 2010، التى حصد خلالها الحزب الوطنى بالتزوير على 90% من مجلس الشعب (الحزب الوطنى حاليا) ليصبح المعارضين للنظام خارج المجلس، وهى الطريقة المثلى حتى لا يعارض أى مواطن شريف مشروع التمديد لنظام مبارك، أو توريث بلادنا العظيمة للفتى المدلل جمال مبارك.
وفى خلال الأعوام الخمس الماضية استخدم النظام ترزية القوانيين امثال صفوت الشريف وفتحى سرور لتفصيل دستور ارجع البلاد الى العصر الحجرى، وهيئها لتصبح عزبة لعائلة مبارك.
ولأننا لم نعد قادرين على تحمل استبداد النظام المباركى الذى اعتقل كل معارضية على رأسهم المناضل مجدى أحمد حسين وقيادات جماعة الأخوان المسلمون، بالأضافة الى أعتقال أى معارض يسارى أو ليبرالى رافض لمشروع التمديد أو التوريث أو رافض لسياسات الحزب الوطنى.
 وقد ظهر جليا خلال الأعوام الخمس الماضية ان النظام اتبع طريقة اعتقال الشباب وتعذيب ابناءنا داخل سلخانات الشرطة حتى الموت واخرهم كان الشاب خالد سعيد وغيره من ابناءنا الذين راحوا ضحية رغبتهم فى ان يكونوا بشرا أحرار كما خلقهم الله .
لم نعد نستطيع حصر فساد نظام مبارك الذى تسبب فى غرق اكثر من ألف مواطن فى عبارة ممدوح أسماعيل لتنتهى المهزلة بهروب الجانى، واصدار حكم لا يوازى الجرم، او احراقه للمواطنين فى قطار الصعيد، وغيرها من الحرائق التى تنتهى بأتهام الماس الكهربائى بأحداث الحريق، بالأضافة الى  ارتفاع نسبة البطالة، والأستيلاء على أراضى الفلاحين، وأصدار حفنة من القوانيين التى تزيد اعباء الشعب، من بينها البدء فى خصخصة التأمين الصحى، وفصل عدد كبير من قيادات العمال لأستخدامهم سلاح الاضراب فى مواجهة فساد ادارات هذه الشركات او انخفاض المرتبات،
 لقد أصبح المواطن المصرى مهان فى كل بلاد العالم، فضلا عن اهانته فى بلده، بسبب نظام مبارك الذى لم يتهاون لحظة فى تسليم ممتلكات الشعب لرجال أعمال من خدام النظام، وتسليم أراضى بلادنا وشركاتنا لمستثمرين بأبخس الأثمان على رأسها مشروع توشكى الذى بيع أغلب اراضيه للمدلل الوليد بن طلال، الذى لم يقم حتى الأن بزراعة المساحة التى حصل عليها .
لذلك لم يعد امامنا سوى التخلص من هذا النظام الفاسد المفسد لما حوله بالعصيان المدنى.
لقد جمعنا نحن "تنظيم العصيان المدنى هو الحل" المكون من مواطنيين مصريين متألمين من حال بلادنا العظيمة، وانبطاح حاكمها للصهاينة والأمريكان، وجمعنا حب هذا الوطن ورغبتنا فى ايقاظ هذا الشعب العظيم ليثور من أجل حقة فى اختيار حاكمة الذى يشعر بألامه ويخفف عليه أعباءه، خاصة وان بعض القوى السياسية التى من المفترض انها مسئولة عن ايقاظ الشعب، استطاع النظام ان يجرها لللعب فى ملعبه، حتى أصبح الهم الأعظم لبعض هذه القوى الان هو خوض انتخابات الأعادة، رغم حجم التزوير الفج الذى شهدته المرحلة الأولى.
وهنا لم يعد امامنا الا ان نطالب الشعب المصرى ( عمال – فلاحين – مهمشين – طلبة – اساتذه – عاطلين- مهندسين – مثقفين- صحفيين... ) ان يستيقظ ويعلن رفضه لهذا النظام ويبدأ بأعلان الحداد والعصيان المدنى خلال أيام (9 – 10 – 11 ) ديسمبر القادم، بعدم الخروج من المنزل أو استخدام المواصلات الحكومية مثل المترو وأتوبيسات هيئة النقل العام وعدم الذهاب للعمل كما نطالب اصحاب وسائل النقل بعدم النزول خلال الايام الثلاثة وأعتبارها حالة حداد .
وأعتبار يوم (12 ) ديسمبر يوما  لأعتصام مفتوح والتظاهر فى كل شوارع مصر لحين استقالة النظام بالكامل، وتسليم السلطة الى رئيس مجلس الدولة لحين اجراء انتخابات رئاسية خلال ثلاثة شهور، يختار فيها الشعب من يمثله، ويقوم الرئيس المنتخب بتشكيل حكومة أئتلافيه، يمثل فيها كل التيارات السياسية، وتفويض فقهاء قانونيين وطنيين بوضع دستور وطنى يكون احترام المواطن المصرى هى أهم أولوياته.
ونهيب بالأطباء والصيادلة وعمال الأسعاف بعدم المشاركة فى العصيان لما قد يتسبب فى تعريض حياة ابرياء الى الخطر.
وللتعبير عن رفضنا للنظام نرجو من كل مصرى ان يعلق علم مصر او يافتة مكتوب عليها ( نحن فى حالة عصيان مدنى) على النوافذ .
كما نطالب القوى السياسية ( احزاب – حركات- جماعات- منظمات مجتمع مدنى) بأن تتحد وتتضامن مع دعوتنا وان تنحاز للشعب، لأننا نثق فيهم .
وأخيرا لأننا نثق ان الإعلام الحقيقى هو الذى يشارك فى إحداث التغيير نطالب وسائل الإعلام الحرة بأن تعلن فى عناونها الأولى خلال الثلاث أيام بأنها متضامنة م العصيان المدنى وان تقوم بتحريض الشعب على التظاهر يوم 12 ديسمبر.

الله – الوطن – الشعب
تنظيم العصيان المدنى هو الحل
رابط مدونة التنظيم
www.EgyRevolution.blogspot.com
أميل
EgRevolution@gmail.com
فيس بوك
http://www.facebook.com/home.php?#!/home.php?sk=group_173374749353777

الأربعاء، 1 ديسمبر 2010

مــا هــو العـصيـان الــمـدنــى



يعرف بير هيرنجرين العصيان المدني في كتابه 'طريق المقاومة ..ممارسة العصيان المدني' بأنه
نشاط شعبي متحضر يعتمد أساساً على مبدأ اللاعنف
أنشطة العصيان المدني هي عبارة عن تحدٍ لأمر ما أو لقرار ما حتى ولو كانت غير مقيدة بالقانون .
هدف النشاط المباشر هو أن يحافظ على ظاهرة معينة أو أن يغير ظاهرة معينة في المجتمع .
النتائج أو التبعات الشخصية هي جزء مهم من النشاط ولا ينظر إليها على أنها نتيجة سلبية .
ويجب الانتباه! إلى أن العصيان المدني تقوم أنشطته على التحدي، فلا تقيده قوانين النظام، أوقراراته، وإن كان أحياناً يتم عبر القوانين. ومن ثم لا يستطيع النظام أن يفرض على حركة العصيان نشاطاً بعينه أو يمنعها من نشاط، أو يفرض عليها ميداناً بعينه .

من المستهدف من حركة العصيان؟

الجمهور هو المستهدف
إن المقاومة يجب أن توجه خطابها إلى المواطنين المذعنين. و يعتقد 'ثوراو' أن المواطنين هم الذين يشكلون ويصنعون الجزء الأهم في جماعة العصيان المدني. كما يري أن أكبر الداعمين للأنظمة الجائرة والذين يمثلون أخطر وأكبر المعوقات أمام حركة المقاومة هم أولئك الذين يعترضون ثم يذعنون ويقدمون للنظم الولاء والدعم في النهاية.وينبغي ألا تنشغل حركة العصيان المدني بتوجيه خطابها إلى الحاكم أوالنظام، وتغفل عن اختيار خطاب مناسب للجماهير، يدعوهم للمشاركة في العصيان، ويحرضهم عليه، ويربط مستقبلهم بنجاحه. طالما أنها قررت المقاومة ... وليس الاحتجاج .
لقد أوضح المهاتما غاندي - الذي قاد النضال ضد الاستعمار البريطاني في الهند - بشكل لا يقبل الشك أن العصيان يقوض من سلطة الدولة إلى حد بعيد، إذ يقول 'لو أن الرجل يشعر أنه ليس من الرجولة أن يطيع القوانين الجائرة فلن يستطيع أي طاغية أن يستعبده '.
وتكمن المشكلة الحقيقية في إذعان أكثر المواطنين وكونهم ضمن شريحة المجتمع المطيعة، وحين   يستطيع ناشطى العصيان المدني تحفيز الآخرين علي تحدي القوانين والتعليمات الجائرة عن طريق استثمار النتائج والعواقب المترتبة على الممارسة الحقيقية لأنشطة العصيان المدني، فإنهم ينجحون في مساعدة الجمهور كي يتغلب على كسر حاجز الخوف من العقوبات الشخصية .
إن العصيان المدني ينبغي أن ينظرله كوحدة متكاملة، حيث تكون العقوبة بنفس أهمية الأنشطة. إن العقوبات أو بالأحرى التغلب على الخوف من العقوبة هو أساس رئيسي في مبدأ العصيان المدني .
إن العصيان المدني لا يهدف فحسب إلى التأثير في الرأي العام؛ ولكنه يتجاوز ذلك ليصبح طريقة لتحفيز المواطنين على العصيان. والفعل أو النشاط وحده لا يكفي لتحقيق هذا الهدف. ولكن امتزاج عنصر الأنشطة بعنصر العقوبات يحدث الحافز القوي للعصيان والتغلب على الخوف من العقوبات .

لذلك فاكتساب الجماهير يتم من خلال تقديم النموذج، الذي يرفض الانصياع للأوامر، وكلما صمد هذا النموذج أمام العقوبات كلما ازداد عدد المنضمين للعصيان. وعادة ما يكون دور حركات العصيان هو إشعال فتيل المقاومة وتقديم النموذج ليتبعها الأحرار .

يقول جون راؤول في كتابه 'نظرية العدالة ':
'ليس من الصعب أن! تبرر حالة العصيان المدني في نظام غير عادل لا يتبع رأي الأغلبية، ولكن حينما يكون النظام عادلاً إلى حد ما تبرز مشكلة ألا وهي أن من يقوم بالعصيان المدني يصبح من الأقلية وتغدو عملية العصيان المدني وكأنها موجهة ضد رأي الأغلبية في المجتمع '.

لذلك تستفيد حركات العصيان من الظلم والتسلط، وتوظفهما في عملية التحريض، وكلما ازداد الظلم كلما كان ذلك في صالح حركات العصيان، وكلما زادت الجرائم المعلنة للنظام كلما كان ذلك سبيلاً إلى اجتذاب الجماهير. لذلك تستفيد حركات العصيان من أخطاء النظام، وتوظفها بشكل دقيق لجذب المزيد من الأحرار، ولتسقط شرعيته وهيبته .

وسائل العصيان لا تعرف السرية

تبعاً لقواعد العصيان المدني فإن المشاركين لا يتعمدون إخفاء وسائل أنشطتهم عن السلطة . لذا فان السرية فى العمل وتوخى الحدر هو الامر المنطقى والواقعى. .. فإن كتابة شعار سياسي أو رسالة ما على حائط أو جدار ما تحت جنح الظلام يعتبر نوعاً من أنواع الاحتجاج، و مقاومة ( في ظروف معينة) رغم أن ذلك قد لا يترتب عنه نتائج ! سياسية مرضية !

ولذلك ينبغي لحركات العصيان أن تعي هذه النقطة جيداً.. أن المواطنين هم المستهدف الرئيسي للعصيان، أن يرى الناس أفراداً من الشعب يمارسون العصيان جهاراً...ويتحملون عواقبه .. والأعمال التي تتم في جنح الظلام لا تشجع الآخرين على أن يقوموا بنفس العمل.. لذلك قد لا تعد عصياناً.. فالعصيان هو رفض للنظام وكسر لقانون أو وضع ما جائر دون تخفي .
وتكون مهارة الحركة في أن يستثمر جهازها الإعلامي( يشمل الوسائل الاعلامية المتاحة تلفزيون راديو اداعة انترنت... الخ )هذه الأنشطة السرية، وكلما زاد القمع وبدأ التحرش بالمشاركين، كلما كان ذلك مؤشراً على نجاح العصيان. وحينها يستفيد الجهاز الإعلامي المقاوم من كل تحرش، أو صدام، أو كلمة نابية، أو فلتة لسان، أو عمل لا أخلاقي، أو مقتل لأحد المقاومين ليمتلك ورقة رابحة ودليلاً دامغاً على أن الشعب قرر العصيان. وإذا فوت الجهاز الإعلامي هذه الأحداث يكون قد فرط في أداة قوية من أدوات نجاح العصيان. إن قوة النشاط في فقه العصيان قد تكمن في العقوبة التي ستوجه إلى المقاومين!، والتي سيستثمرها إعلام المقاومة .

المقاومة والاحتجاج
 
يورد بير هيرنجرين حكاية له مع أخيه الصغير وهو طفل: 'من الدروس الأولى التي تعلمتها في العصيان المدني كان عند ولادة أخي الصغير ... ولقد كنت مفتوناً بإصراره البريء على تنفيذ ما يشاء وبالطريقة التي يشاء، وعندما لا يرغب في عمل شئ فإنه ببساطة يرفض ولا يساوم على هذا الرفض وهو ما كان مغايراً تماماً لما كنت عليه حيث أنني كنت ابناً مطيعاً جداً .


ولا أقصد بهذا أنني لم أكن أحتج فلقد كنت أصيح بشكل عنيف وأصرخ وأجادل، ولكن عندما ينتهي هذا الاحتجاج والصراخ فإنني أنصاع في نهاية الأمر
    . كان هذا هو التباين بيني وبين أخي والذي ساعدني كثيراً في أن أفهم بوضوح الاختلاف بين مفهوم المقاومة ومفهوم الاحتجاج .'
وتتسم كلمة المقاومة اليوم بالنمطية وذلك لأن كل أشكال الاحتجاج – وللأسف - أصبحت فجأة تسمى مقاومة .
إن الاحتجاج قد يكون مجرد تعبير عن موقف إزاء قانون ما، أو موقف ما، ثم العودة والإذعان. أما المقاومة فتسعى إلى إلغاء! القرار، أو تحدي القانون. إنها ترفض الإذعان أو الطاعة .
إن المقاومة في جوهرها هي العصيان. وقد يكون الاحتجاج أكثر قبولاً في بعض الحالات إلا أن تأثيره ليس كتأثير المقاومة (رغم أن الاحتجاج بالنسبة لنظام دكتاتوري يُعتمد شكلاً من أشكال المقاومة لأنه عمل غير مشروع في نظر الديكتاتورية شأنه شأن المقاومة